عراق

طوفان الأقصى وطف الحسين "ع


الفريق رشيد فليح

نعم .. انها المعادلة الكونية والثورية والسياسية الأكثر ثباتا واستقرارا في ذاكرة التاريخ وضمير الثوار..
ولولا هذه الكثافة الروحية والإنسانية التي تختزنها الثورة الفلسطينية في أعماق ترابها الوطني وعمق الشخصية الوطنية الفلسطينية والعربية عن الثورة والحسين والشهادة والاستبسال والقدرة على الفعل رغم قلة العدد وخذلان الناصر لما بدأت حماس إسرائيل بقتال ولما تجرأت عل اقتحام الجدار العازل الممتلئ بالتقنيات الأمنية الاحدث !.
الحسين والطف هو المسالة الكبرى في الثورة الفلسطينية مثلما كان وسيبقى المسألة الكبرى في الثورات العربية والثورة العراقية في العشرين .
سيتحدثون كثيرا عن معركة غزة وسيقولون ان حماس هي التي تحرشت بالامن الإسرائيلي وأبناء المستوطنات الأمنين وانها منظمة إرهابية حالها حال داعش وارهابها الدموي كما وصفها نتنياهو ونحن نقول ان الحسين الذي كان وحيدا في صحراء كربلاء ووحيدا في مجتمع إسلامي تغرب كثيرا عن مبادئ الرسالة الإسلامية وابتعد عن الإسلام وكان بامكانه ان يؤثر السلامة على تنكب دروب الثورة والسيوف والموت وقلة الناصر وكثرة الأعداء من حوله وشماته الاموية المجرمة لكنه ابى الاستكانة والهزيمة والتراجع والتردد والخضوع لما يسمى "الامر الواقع" الاموي السفياني وامن ان الثورة هي التي ستفجر ينابيع الوعي في المجتمع الساكن ومحيطات الإباء في بيئة اجتماعية تم ترويضها وفق معيارات نظام قبلي اموي لاعلاقة له بالإسلام.
خرج الحسين كما خرجت حماس عن صمت الهدنة مع إسرائيل الى الكوفة لاتحت ضغط رسائل المتحالفين معه من شخصيات المجتمع الكوفي بل من خلال شعوره بأداء تكليف الثورة في مواجهة إرهاب الدولة !.
خرج الحسين "ع" وهتافه في مواجهة الحرب "ان كان دين محمد لم يستقم الا بقتلي ياسيوف خذيني".
كان مستعدا للموت قبل ان يخرج من المدينة باتجاه الكوفة وصار هو والموت في خندق واحد يوم وصل كربلاء واشتبك مع اقدار الثورة !.
القساميون الحماسيون لم يجدوا غير الثورة والفعل المسلح ومباغتة قوى العدوان الصهيونية خلف الجدار العنصري العازل سبيلا لتقريب ساعة التحرير والتعجيل بقيامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .
اهل حماس ونحن معهم يدركون تماما ان المفاوضات السياسية لن تنتج دولة والهدنة الطويلة الأمد ستعزز مشروع الاستيطان الإسرائيلي وتحول إسرائيل الصغرى الحالية الى إسرائيل الكبرى التي تمتد هذه المرة ليس من الفرات الى النيل بل من النيل الى أربيل !.
لذلك لاعجب ان تتهم الثورة الفلسطينية وإرادة القتال التي تتحمل مسؤوليتها حركة حماس انها متحالفة مع ايران الشيعية وحزب الله الشيعي والحوثيون الزيديون الشيعة لان التشيع الإيراني واللبناني واليمني تشيع حسيني والحسين "ع" قائم بالثورة وامام لها ورسالة مستمرة في دنيا الناس تعلمه كيف يكون مظلوما فينتصر !.
لم تكن فلسطين محطة حسينية افاد منها أبناء الثورة الفلسطينية زادا في طريق تحرير الأرض والانسان كان غاندي محرر الهند حسينيا وهو يتحرك أيام ما كانت الهند تاج المستعمرات البريطانية في المشرق الاسيوي لقد تحرك غاندي بنظرية اللاعنف والمظلومية المجتمعية الهندية وقال مقولته المشهورة التي تعتبر جزءا من فلسفة الثورة الهندية .. انتصر في النهاية وخرج الاستعمار البريطاني مدحورا من القارة الغاندية وانا واثق ان نظام المستعمرات الصهيونية في فلسطين سيخرج من غزة وغلافها وفلسطين وقدسها ومسجدها الأقصى بذات الفعل والإرادة والمضمون الحسيني.
قالها الحسين بن علي في رمضاء كربلاء يوم لم يكن احد في محيطه العربي والإسلامي فكر بالثورة على يزيد والاموية واستكبار الجاهلية التي بقيت على رعونتها الجاهلية :
شاء الله ان يراني قتيلا .. 
وهذا القول تأكيد على استعداد للحرب من اجل الحياة اذ لم يستشهد الحسين من اجل ان يكتب في عداد الموتى كانت شهادته من اجل الحياة التي تشرق على المجتمع المكلف بأداء التكاليف وعلى الدنيا التي ازهرت بمحمد (ص) واستقرت بالثورة والتمرد على جاهلية هذه الفئات المذعورة !.
وحين قيل له ان الكوفة الاموية ستذبح اهلك وعائلتك ومن الأفضل ان تبقي اسرتك في المدينة قال : 
شاء الله ان يراهن سبايا ..
وهكذا تتنكب الثورة الفلسطينية ذات الطريق الحسيني اذ رغم الموت الصهيوني الذي يطوق غزة لكن عزيمة مجاهدي القسام لم تبال بهذا الموت ومضت الى سبيل المواجهة وهي واثقة ان الشهادة ستكون المصير المحتوم !.
ان طف الحسين هو الوجه الاخر لطوفان الاقصى وهو الذي انتصر في النهاية على الرغم من وسائل الإعلان والدعاية الاموية التي حاولت خنق الثورة وقتلها وابادتها وبقيت الثورة الحسينية نبراسا للثوار وسبيلا للمجاهدين الباحثين عن الحرية !.
وهكذا هي الثورة الفلسطينية بعد ان وجدت سبيلها الى ثورة الحسين ستنتصر في النهاية وتقيم دولتها الوطنية وعاصمتها القدس الشريف .
ندرك ان الطريق الى الدولة محفوف بالموت والموت يحيط بغزة منذ شهر لكن في النهاية سيكتب الله تعالى بعزيمة الثوار النصر مؤزرا وسترجع القدس .. الى حينا!.

ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.